المغرب يعزز قدراته الدفاعية عبر استثمار الطائرات المسيرة الصينية المتطورة
![](https://akhbarlyaoum24.ma/wp-content/uploads/2025/02/05acaddcc7.jpg)
المغرب يعزز قدراته الدفاعية عبر استثمار الطائرات المسيرة الصينية المتطورة
تواصل القوات المسلحة الملكية المغربية جهودها لتعزيز القدرات الدفاعية للمملكة من خلال شراء طائرات مسيرة متطورة، وذلك ضمن استراتيجيتها الرامية إلى تنويع شركائها العسكريين وتقليل الاعتماد على المصادر التقليدية. تتجه الأنظار في الآونة الأخيرة نحو الطائرات المسيرة الصينية التي أصبحت خيارًا رئيسيًا في تعزيز هذا القطاع الحيوي.
من بين الطائرات التي اختارها المغرب مؤخرًا هي الطائرة الصينية “TB-001K”، والتي تحمل اسم “العقرب ثنائي الذيل”، وهي واحدة من أبرز الطائرات المسيرة التي أثبتت قدرتها العالية في القيام بالمهام العسكرية. تتمتع هذه الطائرة بقدرة حمل كبيرة تصل إلى طن ونصف، كما يمكنها التحليق لمسافة 8,000 كيلومتر، مما يجعلها مثالية للتنقل بين المناطق البعيدة وأداء مهام استكشافية دقيقة. وتجدر الإشارة إلى أن الطائرة تستطيع البقاء في الجو لمدة 40 ساعة متواصلة، مما يعزز من قدرة القوات المسلحة المغربية على المراقبة المستمرة لأهدافها.
تتميز الطائرة أيضًا بتصميمها المتطور، الذي يعتمد على محركين وذيل مزدوج، ما يمنحها استقرارًا كبيرًا أثناء تنفيذ المهام الاستطلاعية والهجومية. يمكن لهذه الطائرة العمل على ارتفاعات تصل إلى 10,000 متر، مما يزيد من فاعليتها في المراقبة على الأرض وضرب الأهداف بدقة عالية. يعتبر هذا النوع من الطائرات استثمارًا استراتيجيًا مهمًا في تعزيز القدرات الدفاعية المغربية وتوسيع نطاق عملياتها العسكرية بشكل فعال.
من ناحية أخرى، تتراوح تكلفة الطائرة الواحدة من هذا النوع حوالي مليوني يوان صيني، أي ما يعادل حوالي 280,000 دولار أمريكي. ورغم تكلفتها العالية، فإن الأداء العالي لهذه الطائرة يجعلها أحد الخيارات المنافسة على المستوى العالمي. تتفوق هذه الطائرة على غيرها من حيث التكلفة والجودة، مما يعكس التوجه الذكي للمغرب في اختيار المعدات العسكرية ذات القيمة العالية والأداء المتميز.
علاوة على ذلك، يعتبر المغرب من الدول التي بدأت في استخدام الطائرات المسيرة الصينية “Wing Loong 2” في منطقة الصحراء المغربية بدءًا من أكتوبر 2024، بعد أن حصل على النسخة الأولى منها في عام 2015. يظهر ذلك التزام المغرب بتحديث أسطوله الجوي من الطائرات المسيرة التي تتمتع بإمكانيات عالية من المراقبة والقتال، الأمر الذي يعكس اهتمام المملكة بتوسيع قدراتها في مجال الدفاع الجوي.
كما تُظهر القوات المسلحة الملكية اهتمامًا كبيرًا بإدخال طائرات أخرى مثل “Hongdu JL-10” الصينية لتحديث أسطولها بشكل مستمر. هذا التحرك يعكس السعي الدائم للمغرب للتمتع بأحدث التقنيات العسكرية وتحديث قدراته الدفاعية بما يتماشى مع التطورات الحديثة في هذا المجال. إن حرص المغرب على امتلاك هذه الطائرات يعزز استقلالية القرار العسكري ويسهم في تعزيز أمنه الوطني.
تجدر الإشارة إلى أن المغرب قد عقد مجموعة من الصفقات العسكرية مع الصين خلال السنوات الماضية، مما يعكس تعزيز التعاون بين البلدين في المجالات الدفاعية. سعى المغرب من خلال هذه الصفقات إلى تحسين منظومته الدفاعية، وتزويد قواته المسلحة بأحدث الأسلحة والتقنيات المتطورة. وفي الوقت نفسه، يتطلع المغرب إلى تحسين تفوقه التقني العسكري في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
من خلال هذه الخطوات الاستراتيجية، يواصل المغرب تعزيز قدراته الدفاعية بشكل ملحوظ عبر استثمار تقنيات حديثة تسهم في تطوير الجيش الوطني وتحقيق الأمن الوطني.