المغرب يستعد لاستضافة كأس العالم 2030 بتطلعات كبيرة في كرة القدم

المغرب يستعد لاستضافة كأس العالم 2030 بتطلعات كبيرة في كرة القدم
سلطت الصحيفة الأرجنتينية “أوليه” الضوء على استعدادات المغرب لتنظيم كأس العالم 2030، مشيرة إلى أن المملكة تعتبر من البلدان التي تعشق كرة القدم وتجعلها جزء من ثقافتها اليومية. وذكرت الصحيفة أن الأجواء الكروية تملأ مختلف المدن المغربية، بدءًا من الرباط والدار البيضاء إلى مراكش وطنجة ومدن أخرى، حيث يمكن ملاحظة الشغف بهذه الرياضة في كل مكان.
وتحدث كاتب المقال عن الجولة التي قام بها فريق “أوليه” في المغرب، حيث زار المساجد والملاعب قيد الإنشاء والمدينة العتيقة وسواحل المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، فضلًا عن العديد من المآثر والملاعب المنتشرة في مختلف أنحاء البلاد. واعتبر أن كرة القدم تشكل عنصرًا حاضرًا بقوة في المغرب، مثلما هو الحال في الأرجنتين، حيث يمكن مشاهدتها في الساحات العمومية والشواطئ والملاعب الخماسية ومراكز التدريب المتطورة.
كما أشارت الصحيفة إلى الجدول الزمني لكأس العالم 2030، والذي سينطلق بمباريات تحتضنها ثلاثي الأرجنتين والأوروغواي وبارغواي، ليستكمل بعد ذلك في إسبانيا والمغرب والبرتغال. وأوضحت “أوليه” أن المغرب يمثل نموذجًا فريدًا في التلاقح الثقافي، حيث يلتقي فيه الإرث العربي والإفريقي والغربي، ما يجعله وجهة مميزة لاستضافة الأحداث الرياضية الكبرى.
وسلطت الصحيفة الضوء على رؤية الملك محمد السادس، الذي يعمل على ربط استراتيجية النمو الاقتصادي بتطوير الرياضة، خاصة كرة القدم التي تمثل رمزا بارزا للمغرب. كما نقلت تصريحات رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، الذي أكد أن المنتخب المغربي يطمح لتحقيق إنجاز عالمي، من خلال التتويج بكأس العالم 2026، بدلًا من انتظار نسخة 2030.
وتطرقت “أوليه” إلى الإنجاز الذي حققه المنتخب المغربي في مونديال قطر 2022، حيث تمكن من كسر الحاجز النفسي والانتقال من مجرد المشاركة إلى بلوغ نصف النهائي. وأبرزت أن الجماهير المغربية كانت من بين الأكبر حضورًا إلى جانب الجماهير الأرجنتينية، مما يعكس الحب الكبير الذي يكنه المغاربة لهذه الرياضة.
كما استعرض المقال الروابط التي تجمع بين المغرب والأرجنتين في مجال كرة القدم، مذكرًا بالمباريات التي جمعت بين المنتخبين، وأيضًا بالزيارات التي قام بها أساطير الكرة الأرجنتينية إلى المغرب. وأشار إلى أن دييغو مارادونا شارك في مباراة من أجل السلام سنة 2015 بمراكش، ولعب مباراة خيرية في العيون سنة 2016، كما أن ليونيل ميسي اختار مراكش لقضاء عطلة مع عائلته سنة 2023، ما يعكس الأهمية التي تحظى بها المملكة في أوساط نجوم المستديرة.
ولم تغفل الصحيفة الحديث عن الاستعدادات الجارية لتنظيم كأس أمم إفريقيا سنة 2025 وكأس العالم 2030، مبرزة الجهود الكبيرة المبذولة على مستوى تجهيز الملاعب وتشييد مرافق رياضية حديثة. وأشارت إلى أن المغرب يعمل على إعادة تأهيل بعض الملاعب مثل ملعب طنجة والأمير مولاي عبد الله، في حين يشيد ملاعب جديدة أبرزها الملعب الكبير “الحسن الثاني”، الذي يتوقع أن يكون الأكبر في العالم بسعة تصل إلى 115 ألف مقعد، ويشكل أبرز مشروع رياضي في البلاد.
وإلى جانب الملاعب، تطرقت الصحيفة إلى مشاريع أخرى تواكب الاستعدادات لهذا الحدث العالمي، حيث يتم تحسين شبكة الطرق السيارة، وبناء مستشفيات كبرى، فضلًا عن تشييد فنادق ومنشآت جامعية حديثة. كما ركزت على دور أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي تعتبر من بين أبرز مراكز التكوين في القارة، حيث تضم 11 ملعبًا و5 فنادق ومرافق طبية ورياضية متكاملة، إضافة إلى مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” في إفريقيا ومتحف خاص بكرة القدم.
وختمت الصحيفة تقريرها بالتأكيد على أن المغرب يجمع بين الأصالة والتطور في مجاله الكروي، حيث يسعى للمحافظة على هويته الكروية، مع العمل على تطويرها عبر لاعبيه الذين ينشطون في أقوى الدوريات العالمية. وأشارت إلى أن المغرب لا يكتفي بما حققه في مونديال قطر، بل يطمح لتحقيق إنجازات أكبر خلال السنوات المقبلة، مما يجعله في طليعة الدول المتقدمة في عالم كرة القدم.