المغرب يحافظ على مركزه كثاني أكبر مستهلك للفحم في إفريقيا رغم تراجع الاستهلاك
المغرب يحافظ على مركزه كثاني أكبر مستهلك للفحم في إفريقيا رغم تراجع الاستهلاك
تستمر دولة المغرب في تصدر قائمة أكبر مستهلكي الفحم في القارة الإفريقية، حيث يُحافظ على مركزه الثاني بعد جنوب إفريقيا، بحسب تقرير وكالة الطاقة الدولية الذي تم نشره في ديسمبر 2024. ويأتي هذا في وقت يشهد فيه العالم ارتفاعاً في الطلب على الفحم، الذي وصل إلى مستويات غير مسبوقة خلال هذا العام، الذي يعتبر الأكثر حرارة في تاريخ البشرية. ويُعد هذا الارتفاع جزءاً من تزايد الاعتماد على الفحم، في وقت تسعى فيه البلدان إلى زيادة استثماراتها في الطاقة المتجددة في محاولة لتحقيق استقرار في استهلاك الفحم بحلول عام 2027.
تشير الأرقام الواردة في التقرير إلى أن جنوب إفريقيا تظل في الصدارة على مستوى استهلاك الفحم في القارة الإفريقية، حيث استهلكت نحو 165 مليون طن من الفحم في عام 2024، ما يمثل حوالي 86% من الاستهلاك الإفريقي الإجمالي. هذا الارتفاع يعود بشكل أساسي إلى تحسن الوضع الاقتصادي هناك ونجاحها في تقليل انقطاعات الكهرباء، حيث يُستخدم الفحم بشكل رئيسي في إنتاج الكهرباء. ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه مع زيادة في الطلب على الكهرباء قد تصل إلى 14 تيراوواط ساعة باستخدام الفحم في السنوات المقبلة.
في المقابل، حافظ المغرب على مركزه الثاني في هذه القائمة، حيث بلغ استهلاكه من الفحم نحو 9.7 مليون طن في عام 2024. وعلى الرغم من هذا التراجع الطفيف الذي بلغ 3.3% مقارنة بالعام السابق، إلا أن المغرب ما يزال يعتمد بشكل كبير على الفحم لتوليد الكهرباء عبر محطات ضخمة. من أبرز هذه المحطات محطة الجرف الأصفر التي تبلغ قدرتها الإنتاجية 2056 ميجاواط، إلى جانب محطة آسفي التي تصل قدرتها إلى 1386 ميجاواط، ومحطة الناظور التي تنتج 1320 ميجاواط.
لا يزال المغرب يعتمد بشكل كامل على الفحم المستورد، ولكنه يواصل جهوده للحد من هذا الاعتماد، في إطار استراتيجية الطاقة الوطنية التي تهدف إلى تنويع مصادر الطاقة، بحيث تشمل الطاقة الشمسية والرياح. ويُعد ذلك جزءًا من التزام الحكومة المغربية بمكافحة التغير المناخي وتقليل انبعاثات الكربون. كما أن مشروع قانون المالية 2025 يتضمن زيادة في الضريبة الداخلية على استهلاك الفحم المستخدم في توليد الكهرباء، حيث سيتم رفعها من 6.48 إلى 12.48 درهم لكل 100 كيلوجرام.
فيما يتعلق بإنتاج الفحم، تظل جنوب إفريقيا أكبر منتج للفحم في إفريقيا، حيث أنتجت 234 مليون طن في 2024، تليها كل من موزمبيق وزيمبابوي. ومن المتوقع أن يستمر إنتاج الفحم في هذه الدول عند معدلات مستقرة في المستقبل. في حين أعلنت إثيوبيا عن اكتشاف منجم جديد للفحم في منطقة داوزون، ما قد يسهم في زيادة إنتاجها من الفحم خلال السنوات القادمة.