المغرب وجهة استثمارية واعدة للشركات الفرنسية بفضل بنيته التحتية وموقعه الاستراتيجي
المغرب وجهة استثمارية واعدة للشركات الفرنسية بفضل بنيته التحتية وموقعه الاستراتيجي
تصدرت صحيفة “لي إيكو” الاقتصادية الفرنسية حديثاً عن إمكانيات المغرب الاقتصادية الواعدة، مسلطة الضوء على الفرص الاستثمارية الكبيرة التي يقدمها للشركات الفرنسية الصغرى والمتوسطة. ووفقاً لما جاء في المقال، فإن المغرب يُعتبر اليوم أكثر من أي وقت مضى بلداً مليئاً بالإمكانيات، ما يجعله وجهة مفضلة للشركات الأجنبية الساعية لتوسيع أنشطتها.
في ظل التطور السريع الذي تشهده مشاريع البنية التحتية الضخمة، يُبرز المغرب نفسه كوجهة جذابة للشركات الدولية، وخاصة الفرنسية منها، التي ترى فيه فرصة لتحقيق نمو مستدام. كما أشارت الصحيفة إلى أن هذه المشاريع تشمل تمديد خط القطار فائق السرعة الذي يربط طنجة بالدار البيضاء وصولاً إلى مراكش بحلول عام 2030. بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر الطريق السريع الرابط بين تزنيت والداخلة من المشاريع الكبرى التي عززت البنية التحتية في المملكة بعد انتهاء أشغاله عام 2024.
وفي هذا السياق، يُسلط المقال الضوء على دور ميناء طنجة المتوسط باعتباره واحداً من أبرز الموانئ في المنطقة. ويُشار إلى أن هذا الميناء سيُعزز قريباً ببنيتين تحتيتين جديدتين، الأولى في الداخلة على الساحل الأطلسي للصحراء المغربية، والثانية في الناظور المطلة على البحر الأبيض المتوسط. هذه المشاريع تؤكد مكانة المغرب كبوابة استراتيجية تُسهل الوصول إلى الأسواق الأفريقية والدولية.
الموقع الجغرافي الاستراتيجي للمملكة يُعتبر عاملاً رئيسياً يجذب الشركات الفرنسية، حيث ترى فيه بوابة مثالية نحو إفريقيا جنوب الصحراء. ووفقاً للصحيفة، فإن السوق المحلية المغربية، إلى جانب شبكة العلاقات التجارية الواسعة، تُشكل فرصاً ثمينة للشركات الصغرى والمتوسطة التي تسعى للتوسع في المنطقة الأفريقية. كما تُعد اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية التي أُبرمت عام 2018 من العوامل التي عززت هذه الجاذبية، إذ تتيح للشركات الفرنسية فرصة الاستفادة من سوق أفريقي واسع ومتنامٍ.
إلى جانب ذلك، يُبرز المغرب مكانته المالية من خلال مركزه المالي في الدار البيضاء الذي يُعد واحداً من المراكز البارزة على المستوى الدولي. كما أن البنوك المغربية التي توسعت بشكل ملحوظ في القارة الأفريقية تُعتبر دليلاً إضافياً على طموحات المملكة الاقتصادية ودورها الرائد في تعزيز التعاون الاقتصادي بين الشمال والجنوب.
ومن بين الجوانب التي تُبرز تطور المغرب في السنوات الأخيرة، أشار المقال إلى التقدم الملحوظ في مجال التعليم العالي. حيث نجحت جامعة محمد السادس متعددة التخصصات في دخول قائمة أفضل 500 جامعة عالمياً حسب تصنيف “تايمز هايير إيديوكيشن” لعام 2024. هذه الإنجازات تُثبت أن المغرب لا يقتصر على تطوير بنيته التحتية فقط، بل يسعى أيضاً لتعزيز قدراته البشرية والمعرفية بما يُسهم في تعزيز مكانته كوجهة استثمارية.