التعاون البحري بين المغرب وفرنسا: استشراف مستقبل واعد
التعاون البحري بين المغرب وفرنسا: استشراف مستقبل واعد
أكد السفير الفرنسي في الرباط، كريستوف لوكورتيي، في تصريح له يوم الأربعاء بأكادير، أن فرنسا تتطلع إلى مواكبة التطور المستمر الذي يشهده المغرب في قطاع البحر. جاء ذلك على هامش الدورة السابعة لمعرض “أليوتيس”، الذي تشارك فيه فرنسا كضيف شرف. وقد أشار السفير إلى أهمية هذا الحدث في تعزيز التعاون بين البلدين في المجال البحري وتطوير العلاقة الثنائية في العديد من الجوانب الاقتصادية. كما أوضح أن هذا التعاون يتماشى مع التوجهات الاستراتيجية للمغرب في هذا المجال الحيوي.
من جهته، سلط لوكورتيي الضوء على الدور البارز الذي يلعبه المغرب في رفع صوت القارة الإفريقية وكذلك بلدان الجنوب في ميادين متعددة، خاصة في المجالات البحرية. فالمملكة المغربية استطاعت أن تعزز التعاون الدولي والإقليمي في هذا الإطار من خلال شراكات استراتيجية مع دول عدة. وأكد السفير الفرنسي أن هذا التعاون لا يقتصر فقط على المجالات التقنية أو الاقتصادية، بل يمتد ليشمل أيضًا تعزيز الاستدامة وحماية البيئة البحرية.
إشادة بمشاركة فرنسا في المعرض وتعزيز العلاقات الثنائية
أعرب السفير الفرنسي عن فخره بالمشاركة الفرنسية المميزة في الدورة السابعة من معرض “أليوتيس”، حيث تم اختيار فرنسا كضيف شرف لهذه الدورة. وأكد أن هذا الاختيار يعكس الدينامية المتجددة التي تشهدها العلاقات بين المغرب وفرنسا في الآونة الأخيرة. وبمشاركة حوالي عشرين مقاولة فرنسية، يتطلع الجانبان إلى تعزيز الابتكار والبحث العلمي من خلال هذه الفعاليات. واعتبر أن هذا التعاون يعكس التزام البلدين بتطوير الاقتصاد الأزرق الذي يشكل أولوية بالنسبة للمغرب في إطار استراتيجياته المستقبلية.
كما أضاف السفير أن المقاولات الفرنسية المشاركة تقدم حلولاً متطورة في مجالات متعددة مثل السلامة البحرية، والاتصالات، ومراقبة السفن، مع التركيز بشكل خاص على احترام البيئة. هذه الحلول تأتي ضمن إطار الشراكة الفرنسية-المغربية، التي تساهم في تعزيز تنافسية القطاع البحري في المملكة. كما أن هذه المبادرات تدعم رؤية المغرب لتطوير قطاعه البحري، الذي يعتبر أحد الأعمدة الأساسية للاقتصاد الوطني.
الدور الدولي للمغرب في قضايا البحار والتنوع البيولوجي
وأشار السفير إلى أن المغرب يحظى بدور محوري في القضايا البحرية على الصعيد الدولي، ويواصل تعزيز مكانته كداعم رئيسي لحماية المحيطات والموارد البحرية. فقد ذكر أن المعرض الدولي للفلاحة في فرنسا سيكون أول حدث دولي يخصص للمغرب كدولة ضيف، وهو ما يعكس مكانة المملكة في هذا السياق. ويأتي ذلك في وقت تستعد فيه مدينة نيس الفرنسية لاستضافة قمة دولية حول الحفاظ على المحيطات والتنوع البيولوجي، وهي قضايا تعد في صلب السياسة البيئية للمغرب على الصعيدين القاري والدولي.
هذا الاهتمام المتزايد من جانب المغرب والفرنسيين يعكس التحديات البيئية التي تواجهها منطقة البحر الأبيض المتوسط وأهمية تعزيز التعاون في مجال حماية البيئة البحرية. وقد أشار السفير إلى أن المغرب قد وضع لنفسه أهدافًا استراتيجية تتماشى مع هذه التوجهات الدولية، حيث يسعى إلى تطوير سياسات قائمة على الاستدامة في مجالات متعددة تشمل صيد الأسماك وحماية المحيطات.
المغرب يقود الابتكار في مجال الاقتصاد الأزرق
وخلال حديثه عن المشاركة الفرنسية في المعرض، أضاف لوكورتيي أن هذا الحدث يعتبر منصة هامة لاستعراض الابتكارات والبحث العلمي في قطاع الاقتصاد الأزرق. وقد تم تنظيم المعرض تحت شعار “البحث والابتكار من أجل صيد بحري مستدام”، مما يعكس التزام المملكة المغربية بتحقيق التوازن بين استدامة الموارد السمكية وتنمية القطاع البحري. هذا الاهتمام المتزايد بالبحث العلمي يفتح الأفق أمام المقاولات المغربية والفرنسية لتبادل الخبرات وحلول مبتكرة تساهم في ضمان استدامة البحار والمحيطات.
إن التوجه نحو اقتصاد أزرق مستدام أصبح من أهم الأولويات على مستوى المغرب، الذي يسعى إلى تطوير القطاع البحري على أسس علمية وتقنية. ولتحقيق هذا الهدف، يحرص المغرب على جذب الاستثمارات الأجنبية وتطوير مشاريع مبتكرة يمكن أن تساهم في تنمية هذا القطاع المهم. وكجزء من هذا الاهتمام، يتم تنظيم مثل هذه الفعاليات التي تجمع بين الدول والشركات المتخصصة لتبادل المعرفة وتعزيز التعاون المشترك.
الشراكة بين المغرب وفرنسا في مجال الاستدامة البيئية
وفي سياق التعاون المتزايد بين المغرب وفرنسا في مجال البيئة، أكد السفير الفرنسي على أهمية الدور الذي تلعبه هذه الشراكة في تعزيز استدامة المحيطات وحماية البيئة البحرية. فقد شدد على أن التعاون بين البلدين لا يقتصر على الابتكار في القطاع البحري فقط، بل يمتد ليشمل مشاريع بيئية تهدف إلى حماية التنوع البيولوجي في البحر. وهو ما يتماشى مع الاستراتيجية المغربية التي تركز على الحفاظ على الموارد الطبيعية وتعزيز الشراكات الدولية في هذا المجال.
من خلال هذه المبادرات المشتركة، يسعى المغرب وفرنسا إلى تحقيق تطور مستدام في مجالات عدة تشمل الحفاظ على البيئة البحرية، والتنمية الاقتصادية، والابتكار العلمي. وتعد هذه الشراكة مثالًا على كيفية استفادة البلدان من التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف لتحقيق أهداف مشتركة تساهم في تقدم وتنمية القطاع البحري على مستوى العالم.
المغرب يقود الطريق في مجال الاقتصاد الأزرق المستدام
تتواصل الجهود المبذولة من قبل المغرب في تعزيز مكانته كقائد في مجال الاقتصاد الأزرق المستدام. ومن خلال الشراكة مع فرنسا، يمكن للمغرب أن يواصل تحقيق النجاح في تطوير استراتيجيات مبتكرة تحقق التوازن بين التطور الاقتصادي وحماية البيئة. إن هذه الدينامية تعكس التزام المملكة المستمر بالتنمية المستدامة واستدامة الموارد البحرية.